واشنطن (رويترز) - صرح مسؤول امريكي مطلع بان باكستان تبدو مستعدة الان للسماح للولايات المتحدة بمقابلة زوجات اسامة بن لادن الثلاث اللائي كن مع زعيم تنظيم القاعدة عندما قتل الاسبوع الماضي.
وقال المسؤول الامني ان الزوجات الثلاث وعدة اطفال كانوا من بين 15 او 16 شخصا احتجزتهم القوات الباكستانية بعد ان قام فريق كوماندوس تابع للبحرية الامريكية بقتل بن لادن في مجمع في ابوت اباد واخذ جثته لدفنها في البحر.
واضاف المسؤول ان"الباكستانيين مستعدون الان على ما يبدو للموافقة على لقاء. ونتعشم بان ينفذوا الاشارات التي يرسلونها."
ولم يرد تعليق فوري من البيت الابيض.
وباكستان حليف مهم لواشنطن في الحرب ضد المتشددين الاسلاميين في افغانستان المجاورة ولكن العلاقات متأزمة بالفعل بسبب الهجمات التي تشنها طائرات امريكية بلا طيار ضد مقاتلين في المناطق الحدودية والخلافات بشأن الاولويات والتجسس الامريكي في باكستان المسلحة نوويا.
وساءت العلاقات الشائكة بين وكالة المخابرات المركزية الامريكية ووكالة المخابرات الرئيسية في باكستان بسبب الكشف عن ان بن لادن عاش لخمس سنوات في ابوت اباد وهي مقر الاكاديمية العسكرية الباكستانية الرئيسية كما انها غير بعيدة عن العاصمة اسلام اباد.
وقال مسؤولون امريكيون يوم الاثنين ان وكالة المخابرات الامريكية لا تنوي اعادة كبير موظفيها في باكستان على الرغم من محاولة وسائل الاعلام الباكستانية على ما يبدو كشف هويته.
وعلى الرغم من ان تقارير وسائل الاعلام غير دقيقة على ما يبدو قال المسؤولون الامريكيون انهم يعتقدون ان هذا التسريب محاولة محسوبة لصرف الانظار عن مطالب الحصول على تفسيرات بشأن كيفية اختباء بن لادن لسنوات في مكان بارز كهذا.
ويشك مسؤولون امريكيون بان محاولة الكشف عن هوية رئيس محطة وكالة المخابرات الامريكية في اسلام اباد في ثاني حادث من نوعه خلال ستة اشهر عمل شخص ما في الحكومة الباكستانية او جهاز المخابرات الباكستاني.
وطالبت ادارة الرئيس باراك اوباما لقاء عملاء المخابرات الباكستانية وزوجات بن لادن في محاولة لوضع خطة تفصيلية بشأن شبكة القاعدة.
ونشرت شبكة تلفزيون خاصة وصحيفة في باكستان ما وصفتها بالاسم الحقيقي لكبير موظفي المخابرات الامريكية.
وقال مسؤولان امريكيان على اطلاع بالتعاملات بين واشنطن واسلام اباد ان الاسم الذي اذاعته محطة التلفزيون خطأ وان رئيس محطة المخابرات الامريكية الحقيقي سيبقى.
وقال احد المسؤولين الامريكيين ان"الرئيس الحالي لمحطة وكالة المخابرات المركزية الامريكية محترف حقيقي وهو شخص يعرف كيف يعمل بشكل جيد مع الشركاء الاجانب ويتطلب لتعزيز التعاون مع المخابرات الباكستانية."
وفي ديسمبر كانون الاول غادر الرجل الذي كان يعمل وقتئذ رئيس محطة المخابرات الامريكية باكستان بعد ان ظهر اسمه في وسائل اعلام محلية متهمة اياه بالتواطؤ في هجمات صاروخية امريكية قتل فيها مدنيون.
وصرح مسؤولون امريكيون بانهم يعتقدون ان كشف هوية رئيس المحطة كان انتقاما متعمدا من عناصر بجهاز المخابرات الباكستانية شعرت بغضب لذكر اسم الجهاز وبعض ضباطه كمتهمين في دعوى قضائية اقيمت في محكمة امريكية.
واقامت هذه الدعوى عائلات امريكيين قتلهم متشددون باكستانيون في هجمات على مركز يهودي واهداف مدنية اخرى في مومباي بالهند في نوفمبر تشرين الثاني عام 2008.
ومن المتوقع ان يكشف النقاب عن ادعاءات بشأن علاقة جهاز المخابرات الباكستانية مع جماعة عسكر طيبة التي تتخذ من باكستان مقرا لها والمتهمة بشن هجوم مومباي خلال محاكمة تجرى في شيكاجو هذا الشهر لرجل اعمال تتهمه السلطات الامريكية بالتورط مع تلك الجماعة المتشددة.